صحة الرجل هي مجال طبي يشمل جميع الجوانب المتعلقة برفاهية الرجال الجسدية والعقلية، وتغطي الوقاية من الأمراض وعلاجها، والعناية بالصحة النفسية، والنظام الغذائي، والنشاط البدني.
وفي أيامنا هذه، بات الشباب أكثر حرصاً على ممارسة الرياضة سعياً للحصول على القوام المثالي. وعلى الرغم من أن الرياضة هي بالطبع مساهم إيجابي في التمتع بالصحة والعافية، يرتكب العديد من الشباب أخطاءً كبيرة، لاسيما الذين يرتادون صالات بناء الأجسام ويتناولون الهرمونات سعياً لتسريع وتيرة نموهم العضلي والوصول للمظهر المنشود، وهو أمر يؤثر سلباً على العديد من جوانب صحتهم، لاسيما الخصوبة.
وحول هذا الموضوع، قال الدكتور فواز إدريس استشاري أمراض النساء والولادة وطب الأجنة والإخصاب في مركز هيلث للإخصاب بجدة: "يعتبر استخدام هرمونات التستوستيرون أمراً شائعاً بين الشباب في النوادي الرياضية دون استشارة الطبيب، وهو خطأ جسيم للغاية، إذ قد يؤثر هذا الاستخدام غير الضروري في قدرة جسمهم على إفراز الهرمون بشكل طبيعي، ويقودهم ذلك لاضطرابات في الخصوبة ومشاكل في الإنجاب مستقبلاً".
ويعتبر التدخين من أبرز أسباب تدهور صحة الرجال، لما له من آثار سلبية على مختلف نواحي الصحة بما يشمل القلب والأوعية الدموية والرئتين وغيرها من الأعضاء، فضلاً عن تسببه بمختلف أنواع السرطان. وتلعب التغذية الصحية أيضاً دوراً هاماً في تعزيز صحة الرجال، عبر الإكثار من الفواكه والخضروات والابتعاد عن الأطعمة المعالجة والغنية بالسكريات.
وأكد الدكتور فواز أن التدخين يؤثر سلباً على الصحة الإنجابية بشكل كبير، في حين تساهم الرياضة بتعزيز الصحة عموماً، وهو ما ينعكس إيجاباً على موضوع الخصوبة.
ونصح الدكتور فواز الرجال بعد سن 40 عاماً بإجراء الفحوصات الدورية للكشف عن سرطان البروستات، لاسيما وأن اكتشافه مبكراً يعزز بشكل كبير من فرص نجاح العلاج. وينطبق هذا الأمر على الكثير من أمراض السرطان، وليس البروستات فحسب.
وأوضح الدكتور فواز أنه على الرغم من أن الطب لا يعرف أسباب الكثير من الأمراض بدقة، بما يشمل اضطرابات ومشاكل الخصوبة، إلا أنه هنالك الكثير من عوامل الخطر المعروفة التي نوصي بتجنبها مثل تناول الأغذية السيئة وأنماط الحياة التي تتسم بالخمول، إلى جانب التدخين والتوتر وانخفاض جودة النوم وغيرها. لذلك يتعين على جميع الرجال الالتزام بأنماط حياة صحية قدر الإمكان لتقليل فرص إصابتهم بالعديد من المشاكل وتحسين جودة حياتهم بالمجمل.
في الختام، تُعتبر العناية بصحة الرجل مسألة هامة تساهم في تحسين نوعية الحياة والوقاية من الأمراض المزمنة. ومن خلال الالتزام بنظام غذائي صحي، وممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على الصحة النفسية، يمكن للرجال تعزيز رفاهيتهم العامة. كما أن الفحوصات الدورية والإقلاع عن العادات الضارة تشكل جزءاً أساسياً من هذا النهج الشامل لصحة أفضل.