شهدت إجراءات أطفال الأنابيب تطوراً لافتاً على مر السنوات الماضية، ودخلت عليها تقنيات متطورة عززت من معدلات نجاح إجراءاتها، وأحيت آمال الأزواج الذين أمضوا سنوات وهم يحاولون تأسيس الأسرة المأمولة دون جدوى. 

وعلى الرغم من أن إجراءات أطفال الأنابيب أثبتت كفاءة عالية في علاج العديد من مشاكل الخصوبة، إلا أن العديد من الخرافات والمعلومات الخاطئة لا تزال تحيط بها، ناهيك عن الوصمة الاجتماعية التي ترتبط بها. ولدحض تلك الخرافات، تحدثنا إلى الدكتور وليد سيد المدير الطبي للمجموعة استشاري الإخصاب وتأخر الحمل في مركز هيلث بلاس للإخصاب- أبوظبي، حيث استعرض عدداً من الحقائق المغلوطة المحيطة بأطفال الأنابيب مع حقيقتها. 

المعلومة الخاطئة 1: إجراءات أطفال الأنابيب تقود دائماً لولادة التوائم

الحقيقة: من أكثر المعلومات الخاطئة شيوعاً المحيطة بعلاج أطفال الأنابيب أن هذا الإجراء بحد ذاته يقود دائماً لولادة التوائم أو بعدة أطفال. فعلى الرغم من أن إجراء أطفال الأنابيب يمكن من تلقيح أكثر من بويضة، إلا أن احتمال الحمل بتوائم يعتمد أكثر على عدد الأجنة الملقحة التي يجري إعادتها للسيدة، خصوصاً وأن العديد من عيادات ومراكز علاج العقم وأطفال الأنابيب اليوم تقوم بنقل جنين واحد فقط إلى رحم الأم لتقليل مخاطر الحمل المتعدد، لذلك فإن حدوث الحمل بالتوائم عند الخضوع لهذا الإجراء ليس أمراً حتمياً.

المعلومة الخاطئة 2: إجراء أطفال الأنابيب يقتصر على السيدات الكبيرات في السن

الحقيقة: على الرغم من حقيقة أن معدلات الخصوبة تنخفض مع التقدم في السن، تكون فرص نجاح إجراءات أطفال الأنابيب أكبر لدى السيدات الأصغر سناً. فهذا الإجراء متاح لجميع السيدات اللاتي يعانين من مشاكل تأخر الحمل. فالسيدات الأصغر سناً لديهن مخزون البويضات أعلى وجودة من الأكبر سناً.

المعلومة الخاطئة 3: إجراء أطفال الأنابيب ينجح دائماً 

الحقيقة: بالرغم من أن علاج أطفال الأنابيب هو خيار فعال لمشاكل الخصوبة، إلا أن معدلات نجاحه تعتمد على سبب العقم وحالة المرأة وصحتها، علاوة على صحة الزوج أيضاً. لذلك لا يمكن ضمان نجاح الإجراء بنسبة 100% من المحاولة الأولى، إذ قد يحتاج الأزواج لعدة محاولات. والجدير بذكره هنا أن التقدم الطبي الراهن ودخول العديد من التقنيات المتطورة حسن بشكل كبير من معدلات نجاح إجراءات أطفال الأنابيب. 

المعلومة الخاطئة 4: إجراء أطفال الأنابيب عالي الخطورة

الحقيقة: يعتقد البعض أن الخضوع لإجراء أطفال الأنابيب هو أمر خطير على صحة الأم والطفل أيضاً. إلا أن هذه المعلومة غير صحيحة أبداً، فعلاج أطفال الأنابيب آمن تماماً بالنسبة للأم وأثبت نجاحه على مر عقود من الزمن. وعلى الرغم من أي إجراء طبي يحمل بعض المخاطر، إلا أن الفحص الدقيق والتقييم المناسب يضمن تقليل الخطر لأدنى الحدود.

المعلومة الخاطئة 5: جميع عيادات الخصوبة وأطفال الأنابيب تقدم ذات العلاج

الحقيقة: ليست جميع عيادات الإخصاب متماثلة، إذ تختلف كل عيادة عن الأخرى على مستوى المعدات وخبرة الأطباء ومهارة فريق التمريض، ومدى الاستثمار في البحوث ومواكبة التقنيات الجديدة في علاجات أطفال الأنابيب.

المعلومة الخاطئة 6: إجراء أطفال الأنابيب يزيد من مخاطر حدوث الأورام النسائية

الحقيقة: يشاع بين العديد من الناس أن إجراء أطفال الأنابيب يزيد من فرص تعرض المرأة للأورام النسائية بسبب أخذها للهرمونات في فترة الاستعداد لعملية سحب البويضات. إلا أنه في ضوء نتائج العديد من الدراسات على مدار عقود من الزمن، لم تثبت أبداً تلك الزيادة في فرص حدوث الأورام بسبب أطفال الأنابيب.

واختتم الدكتور وليد سيد بإلقاء الضوء على الوصمة الاجتماعية التي لاتزال تحيط بإجراء أطفال الأنابيب، الأمر الذي يدفع العديد من الأزواج للعزوف عن تلقي هذا العلاج خوفاً من الحرج الاجتماعي، مؤكداً أن أطفال الأنابيب هو علاج فعال في عالم اليوم لمشاكل الخصوبة، ولا يختلف أن عن أي علاج آخر قد يحتاج أفراد المجتمع لتلقيه في مرحلة ما من حياتهم.