11 سبتمبر 2021 – دبي: اختتمت اليوم السبت 11 سبتمبر فعاليات الدورة الثالثة لمؤتمر الشرق الأوسط السنوي للخصوبة الذي نظمته “هليث بلاس للإخصاب” – التابعة إلى الشرقية المتحدة للخدمات الطبية وشبكة مبادلة للرعاية الصحية- على مدار ثلاثة أيام بنسخته الهجينة بفندق جي دبليو ماريوت دبي وافتراضياً عبر الانترنت تحت شعار “الإخصاب بلا حدود”.
وأشاد الأطباء المشاركون في المؤتمر بمستوى خدمات الرعاية الصحية المقدمة في مراكز الإخصاب على مستوى الدولة، مؤكدين أنها تلتزم بأعلى معايير الجودة وتستوفي كافة الشروط والضوابط القانونية اللازمة للعمل في مجال الإخصاب، سواء كان ذلك على مستوى الكوادر الطبية والفنية والإدارية أو على مستوى المواصفات والأجهزة الطبية.
كما ثمّن المشاركون القيمة العلمية المضافة لمؤتمر هيلث بلاس الشرق الأوسط الثالث للخصوبة بهدف الارتقاء بخدمات الصحة الإنجابية وأطفال الأنابيب إلى مستويات عالية من الجودة وفقاً لأفضل المعايير العالمية.
وقالت الدكتورة بهيرة الجيوشي رئيسة المؤتمر استشارية الإخصاب في مركز هيلث بلاس للإخصاب بدبي، أن المؤتمر حقق جميع أهدافه الموضوعة وحشد هذا العدد الكبير من الخبراء والمختصين من داخل وخارج الدولة لبحث مستجدات علم الإخصاب وأحدث طرق التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب والخلايا الجذعية وعلم الجينات. وأضافت، “بالإنابة عن هيلث بلاس للإخصاب، نشكرونثمن مشاركة سعادة الدكتورة مريم مطر مؤسسة ورئيسة مركز الشيخ زايد للابحاث الجينية وجمعية الإمارات للأمراض الجينية لدعمها للمؤتمر وإلقائها محاضرة في اليوم الختامي للمؤتمرعن التغيرات الجينية.”
وكانت قد ناقشت سعادة الدكتورة مريم مطر خلال المحاضرة التي ألقتها التغيرات الجينية والفوق جينية بسبب تاثير العوامل البيئية ( التغذية والمايكروبيوم والنوم والاجهزة الخلوية.. ) ودورها في مراحل الحمل والإخصاب والتي ممكن أن تورّث للأجيال القادمة وتُحدث طفرات جينية تسبب بعض الاضطرابات الجينية بالإضافة إلى طرق الفحص الحديثة لتجنب مشاكل الإنجاب وكل مراحل الإخصاب لضمان رفع جودة الحمل والمخرجات بجودة عالية لسلامة الأم والطفل على المدى القريب والبعيد. وقالت في ختام حديثها أن التقدم العلمي أثبت للجميع أن الصحة الإنجابية تبدأ من جيل الجدة وحتى قبل ولادة الأم وتستمرلأجيال مؤكدة أن الفحص الجيني يعتبر نوع من البر بالأبناء وصلة للأرحام .
وحظيت جلسات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام بحضور كثيف من قبل الأطباء والمختصين وشهد اليوم الأخير للمؤتمر مجموعة مكثفة من الجلسات والمناقشات والمناظرات العلمية وورش عمل، وترأس الدكتور وائل اسماعيل مدكور المدير الطبي واستشاري الإخصاب في مركز هيلث بلاس للإخصاب في دبي الجلسة الصباحية بعنوان”الجنين” وأشار إلى أن الجلسة لاقت إقبالاً كبيراً من قبل الأطباء والمختصين نظراً لأهمية الموضوعات التي طرحت فيها والرؤية المستقبلية لعلم الأجنة وتطبيقاته في المستقبل والتي قد تُحدث فارقاً كبيراً في علم الإخصاب، وقال أن الدكتورة سارة البيصاري مديرة مختبر الجينات في هيلث بلاس ـ أبو ظبي طرحت ورقة عمل حول «ترتيب أولويات الأجنة تمهيداً لنقلهم إلى الرحم»، والآليات والفترة الزمنية التي تتحكم في هذه العملية . وفي المحاضرة الثانية ألقى الدكتور بروليو دريامو المدير الطبي في مركز العين للإخصاب محاضرة بعنوان «برمجة جينات الجنين» وتطرق إلى كيفية عمل هذه البرمجة باستخدمات العوامل البيئية وما فوق الجينية وما يترتب عليها من تغيرات في الجينات وما هي التطبيقات التي تستخدم في مثل هذه التقنيات ومدى الإستفادة منها في مجالات الإخصاب.
وتحدث الدكتور وائل مدكور عن المحاضرة الأخيرة التي ألقاها البروفيسور لويس نافارو اختصاصي علم بيولوجيا الخلية من إسبانيا حول دراسة «إمبريس» التي حاولت جمع المعلومات حول الأشخاص الذين ورثوا جينات معطوبة وتأثير هذه الجينات على صحة الفرد وتسببها في ظهور أمراض مثل الأورام وكيفية التحكم في هذه الجينات وتحديدها بحيث لا تؤثر في صحة الجنين، إلى جانب استخدام هذه الدراسة والاستفادة منها في علم الإخصاب.
وأدار الدكتور عرفان أسلم مدير مختبر الإخصاب بمركز هيلث بلاس للإخصاب في أبوظبي حلقتين نقاش بين عدد من أخصائيي الأجنة في عدد من المراكز المرموقة في الإمارات و قد تناولت الحلقة النقاشية الأولى الفحوصات الوراثية للأجنة و تناولت الحلقة النقاشية الثانية الفروقات بين زرع الأجنة الملقحة من دورة علاجية من دون تجميد و زرع أجنة مجمدة. وأشار إلى أن المناظرة الأولى تمحورت حول تساؤل يتعلق بـ “هل يجب عمل فحص وراثي للأجنة أم لا من وجهة نظر إخصائيي الأجنة”، أما المناقشة الثانية فكانت بعنوان “نقل الأجنة المجمدة أم نقل الأجنة مباشرة دون التجميد”.
وأضاف أنه في ختام النقاش تبين أنه لا يوجد فرق في معدلات الحمل عند نقل أجنة عالية الجودة بغض النظر إذا كانت مجمدة قبل الإرجاع أو لا، إلا أن هناك ظروفًا معينة لا يمكن فيها نقل الأجنة بشكل مباشر في نفس الدورة بل يجب تجميدها أولاً. لذلك، لا يُنصح بتبني استراتيجية واحدة لترجيع الأجنة المجمدة أو القيام بجميع عمليات نقل الأجنة غير المجمدة، بل يجب اتباع المؤشرات الحيوية للأجنة والاحتياجات الطبية للمريضة وهذه الأسباب هي التي تقرر إرجاع الأجنة المجمدة أو غير المجمدة حسب الحالة الطبية. وقال السيد أحمد سليمان مدير مختبر الإخصاب بمركز هيلث بلاس للإخصاب في دبي والذي أدار ورشة عمل مدتها 4 ساعات، إن اكتشاف الحقن المجهري في تسعينيات القرن الماضي أي قبل ثلاثين عاماً شكّل ثورة في عالم علاج حالات العقم عند الذكور والذي بات في تطور مستمر مع وجود تقنيات حديثة لانتقاء أكثر الحيوانات المنوية قدرة و فاعلية ليس فقط على المستوى الشكلي للحيوان المنوي بل على المستوى الجيني أيضاً و الذي له الأثر الأكبر على صحة وتطور الجنين في المستقبل وهو ما تم نقاشه في ورشة العمل في اليوم الختامي لمؤتمر هيلث بلاس للإخصاب.